بقلم : منهل عبد الأمير المرشدي ..
قلنا بالأمس ونعيدها اليوم إن تفاؤلنا بحكومة السيد محمد شياع السوداني كان تفاؤل حذر بحكم ما يقيد حركة الرجل من التزامات وعهود خفية مع أطراف سياسية لا يهمها إلا كيل المزيد في جعبتها من المصالح غير المشروعة ولا شأن لها بهموم المواطنين ومعاناتهم . نعم فمن دون خجل ولا حياء تتردد الأنباء أن بقاء سقف رواتب المتقاعدين بما فيهم منتسبو الجيش العراقي السابق دون مبلغ الـ 500 الف دينار ولم يتم رفعه على الأقل الى 800 الف دينار . في حين يتم تخصيص رواتب الى فدائيِّي صدام والمصريين والأردنيين واليمنيين بمعدل750 الف دينار . هذه مفردة واحدة من بين عدة قضايا تجعلنا نفقد الثقة بما يقول رئيس الوزراء وما يعلن . وإذا فقدت الثقة أيها السوداني بينك وبين الشعب ضاع الجمل بما حمل . نعم وعلى سبيل المثال في حكاية شعبية تقول هناك عائلة استأجرت بيتا بجانب محطة القطار فكان كلما يمر القطار قرب بيتهم يقع باب ( الكنتور) في غرفة نومهم . فـذهبت المرأة الى النجار في المنطقة وأتت به الى بيتها ليصلح باب (الكنتور) ..
تم إصلاحه لكنْ في اليوم الثاني سقط باب (الكنتور) حال مرور القطار مما اضطر المرأة أن تذهب مرة أخرى الى النجار وتأتي به الى البيت ليصلح الباب . جاء النجار وأصلح باب (الكنتور) وما هو إلا يوم واحد وجاء القطار وتكررت الحالة وسقط باب الكنتور للمرة الثالثة .. ذهبت المرأة غاضبة منزعجة الى النجار ووبخته على رداءة عمله الذي فشل في ضبط تثبيت الباب الذي يسقط بمجرد مرور القطار .. اعتذر منها الرجل وقال لها سأذهب معك اليوم وأصلحه وسأبقى هذه المرة داخل( الكنتور ) حتى يأتي القطار وأعرف كيف يقع الباب ولماذا حتى أقف على علته وأنهيها تماما وأعرف ما علاقة الكنتور بمرور القطار قرب بيتكم ..
رافقها النجار الى البيت وأصلح باب ( الكنتور ):وقال للمرأة أغلقي باب ( الكنتور ) عليَّ وسأبقى بداخله أنتظر القطار حتى يأتي وأعرف أين السر في المشكلة .. بقي الرجل داخل ( الكنتور،) منتظرا أن يأتي القطار وكان الجو حارا ساخنا مما أجبره أن يخلع قميصه ومن ثم بجامته وظل جالسا لا يرتدي غير الشورت القصير الذي كان يرتديه . جاء زوج المرأة من عمله
وقال لزوجته ( فلانة . هيئي لي طعام الغذاء كي أتناوله وأخرج بسرعة لأنه عندي موعد مع أصدقائي ) .. توجه الرجل على الفور الى ( الكنتور ) حتى يغير ملابسه وفتح باب (الكنتور) وتفاجأ بوجود النجار عاريا يجلس في داخله . إشرأبَّتْ عيناه وفقد صوابه وصرخ به . ( من أنت .. ماذا تعمل هنا . ) تلعثم النجار وارتبك والتف لسانه بين أسنانه ونظر الى الرجل بعين مسكين حائر مستكين وقال له ( خالي شوف شغلك لأن آني هسه لو أحلفلك بـ ١٠٠ قرآن بأني گاعد أنتظر القطار هم ماراح تصدگني ..!! .) . انتهت حكاية النجار والقطار ولم تنتهِ حكايتنا بعد ونقولها بصريح العبارة وواضح الكلام الى الأخ السوداني الذي كنا ولا زلنا نأمل منه خيرا أنه اذا لم يعالج ما ذكرناه بشأن المتقاعدين إضافة الى سيادة العراق على المياه والأموال المسروقة التي تُسرق كل يوم في كردستان وغيرها مما يعرف ونعرف فإنه إذا أقسم لنا بـ 100 قرآن لم نصدقه أبدا .. والسلام ..
المقال السابق
أهكذا يكتب التاريخ؟
المقال التالي