الصراع السياسي السني يدخل مرحلة خطيرة وأصابع الاتهام تتجه صوب الحلبوسي
من حرب التغريدات إلى نيران الاغتيالات
المراقب العراقي / المحرر السياسي..
دخل الصراع بين القوى السنية مرحلة فتح النار والتصفية الجسدية بعد حرب التصريحات والاتهامات والتغريدات المتبادلة، لتنذر بأزمة سياسية كبيرة في المحافظات الغربية والشمالية، واحتدام معركة بسط النفوذ والإرادات ومحاولة الهيمنة السياسية والشعبية على القرار السني.
محاولة اغتيال رئيس الصحوات الشيخ سطام أبو ريشة في الانبار حملت بصمات رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وفاقمت الازمة السياسية بين القوى السنية وأدخلتها مرحلة التصفية الجسدية والعودة الى مربع الاغتيالات والتدهور الامني والسياسي، ما وصفت بالمرحلة الخطيرة، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع الى الصراع المسلح الذي قد لا يؤثر على محافظة الانبار فقط، بل على أمن العراق بصورة عامة.
الوصول الى هذه المرحلة جاء نتيجة عنجهية وغطرسة الحلبوسي وتشبثه بسياسة الإقصاء والتهميش والهيمنة على مقدرات المحافظات المحررة وإبعاد خصومه ومناوئيه عن الساحة السياسية السنية فضلا عن فرض سطوته على واردات وموازنات المحافظات الغربية، الامر الذي خلق جبهة واسعة معارضة للحلبوسي تشكلت في ديالى والانبار وصلاح الدين والسعي الى إقالته من رئاسة مجلس النواب، مما ولد حالة من التصعيد وصلت الى حمل السلاح والدفع باتجاه الاغتيالات.
المحلل السياسي أثير الشرع في تصريح لـ ” المراقب العراقي” أكد أن “الصراع السني وصل الى مرحلة خطيرة جدا بعد محاولة اغتيال أبو ريشة، وهذا الامر جاء نتيجة معركة محتدمة استمرت لأشهر بدأت بالتصريحات والتغريدات بين القوى السياسية السنية ووصلت الى التصفية الجسدية”.
وأشار الى أن ” الشارع الانباري يشهد غليانا وغضبا سياسيا من سلوك الحلبوسي فضلاً عن انتقال الصراع الى ديالى وصلاح الدين ، منوها الى أن” هناك صراعا خفيا في نينوى يمكن أن يتطور في المرحلة المقبلة “.
ورجح أن ” يشتد هذا الصراع ويتطور الى حوادث عدة تتضمن اغتيالا وعمليات تصفية جسدية اذا ما بقي الوضع على ما هو عليه من خلافات ومشاحنات “، مبينا أن ” القوى السنية المعارضة للحلبوسي لن تتوقف عن سعيها لإقالته من منصبه “.
ونوه الى أن ” هناك أطرافا سنية مدعومة خارجيا ستبرز في المرحلة المقبلة لتكون نداً للحلبوسي”، مضيفا أن ” هذا الصراع لا يخدم العملية السياسية في البلاد وسيدخلها في نفق مظلم وصراع يحتدم بشكل أكبر مع قرب الانتخابات المحلية أو النيابية المقبلة”.
وكان الشيخ سطام عبد الستار أبو ريشة قد نجا يوم الجمعة الماضي من “محاولة اغتيال فاشلة” تعرض لها على الطريق السريع في مدينة الرمادي، خلال قيام مجموعة مسلحة بفتح نيران أسلحتها باتجاه أبو ريشة أثناء تواجده على الطريق السريع.
يذكر أن الشيخ سطام هو نجل رئيس صحوة العراق الراحل الشيخ عبد الستار أبو ريشة الذي اغتاله تنظيم القاعدة قبل سنوات بعبوة ناسفة استهدفت سيارته في مدينة الرمادي، والذي عرف عنه بمحاربته التنظيم بتشكيل ما تعرف بـ”الصحوات” في الأنبار.
يشار الى أن النائب عن تحالف الفتح محمد كريم قد شدد في تصريح صحفي “على ضرورة الجلوس على طاولة الحوار من جميع أطراف المكون السني لحل المشاكل العالقة، فيما أكد أن الذهاب الى الإقصاء المباشر والصراعات العميقة لن يخدما العملية السياسية والبلد بصورة عامة”.
وكان المتحدث باسم صحوة العراق ضاري أبو ريشة، قد اتهم في وقت سابق “مقربين من رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بالتورط في محاولة اغتيال رئيس الصحوات الشيخ سطام أبو ريشة، مبينا أن رئيس مجلس النواب يحاول تجيير ملف الصحوات لصالحه.