المقاومة تبعثر رهان واشنطن على بقاء قواتها في العراق

عشرون عاماً على بداية العدوان الأمريكي

المراقب العراقي/ أحمد محمد…
الخامسة فجرا بتوقيت بغداد وبتأريخ الـ 20 من آذار لسنة 2003، دقت أولى صفارات الانذار معلنة عن بدء القصف الأمريكي على العاصمة العراقية بغداد، بعد انتهاء مهلة الـ 48 ساعة التي حددها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الى رئيس النظام البائد للخروج من السلطة أو إدخال قوة أمريكية لإسقاط النظام بأساليب عسكرية حسب قول الرئيس الأمريكي آنذاك، لكن وبعد التاسع من شهر نيسان للعام ذاته لم تقبل واشنطن على إنهاء وجودها في العراق، بل شرعت بمرحلة جديدة من الدمار والخراب في جميع أرجاء البلاد وعبر أشكال عدة.
ففي الأشهر الأولى بعد سقوط النظام البائد، عملت واشنطن وعبر قواتها على تدمير المؤسسات الحكومية العراقية ومباني الوزارات والبنى التحتية وإدخال العصابات والسراق اليها، لتشرعن بعدها عمليات انتشار السلاح وتفشي الجريمة المنظمة وعمليات الاغتيال والتسليب، خصوصا بعد القرار الأمريكي القاضي بحل القوات العراقية مما جعلها تتفرد باللعب في الملف الأمني.
ولم تكتفِ عند هذا الحد، بل سعت بكل صورة الى زعزعة الامن والاستقرار الداخلي، وصولا الى سنة 2005 والتخطيط لتفجير مرقدي الإمامين العسكريين في مدينة سامراء، وهي بمثابة إيذان رسمي بحرب طائفية قتل على إثرها عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين، من قبل جماعات مدعومة أمريكيا غايتهم تأزيم الأوضاع الداخلية لاستمرار أمد تواجد القوات الأجنبية في العراق.
وبالتزامن مع فاجعة سامراء، استمرت الانتهاكات الامريكية حينها ولعل في مقدمة تلك الانتهاكات الاعتداء على السجناء في سجن أبو غريب في بغداد، وعمليات الاعتقال القسري بحق الأبرياء، وإدخال أمن العراق في مرحلة المفخخات والاحزمة والعبوات الناسفة التي حصدت أرواح الآلاف من العراقيين.
ومن الجدير بالذكر أن ما يسمى بالتحالف الذي شكلته أمريكا سنة 2003 نشر قوات قوامها 200 ألف جندي داخل العراق.
واستمر الحال حتى سنة 2014 بإدخال جماعات داعش الاجرامية الى العراق، وإسقاط عدد من المحافظات على يد هذا التنظيم المدعوم من قبل الولايات المتحدة وعملائها، وارتكاب العديد من الجرائم والمآسي بحق العراقيين، حتى انطلاق فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجعية الدينية وتأسيس الحشد الشعبي لينتهي مخطط داعش الذي كان يهدف الى إسقاط جميع المحافظات العراقية بيد الإرهاب.
وحتى بعد تحرير العراق من داعش، لم تترك أمريكا الامن في العراق لحاله، بل عملت على الاعتداء على استهداف مقرات الحشد الشعبي وارتكاب جرائم بحق قادته ومقاتليه ولعل في مقدمتها وأخطرها جريمة المطار واستهداف قادة النصر الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيأة الحشد الشعبي واللذين كان لهما الدور الأكبر في التخطيط العسكري لهزيمة داعش.
وحتى بعد جريمة المطار، لازالت واشنطن تتمسك ببقاء قواتها في البلاد، على الرغم من وجود قرار نيابي يقضي بخروج تلك القوات على خلفية الجريمة.
بدوره، أكد المحلل السياسي حسين الكناني، أن “القوات الامريكية في العراق منذ 2003 ولغاية يومنا هذا لازالت تمتلك وجودا غير مبرر وغير مرغوب فيه، إضافة الى أن ممارستها داخل البلاد تعد خرقا لجميع القوانين”.
وقال الكناني، في تصريح لـ “المراقب العراقي” إنه “في الوقت ذاته تستمر المقاومة الإسلامية في العراق بكسر هيبة هذا التواجد عبر استمرار دورها الندي لهذا البقاء”، مشيرا الى أن “المقاومة مستعدة لتعدد أشكال مواجهتها للاحتلال بتعدد محاولات وأشكال وأسباب هذا التواجد الأمريكي”.
وأضاف، أنه “وعلى الرغم من مرور عشرين عاماً على الجود الامريكي في العراق، لكن هناك مؤامرات من الداخل والخارج مستمرة لإبقاء هذا التواجد”، لافتا الى أن “وجود المقاومة يُعَدُّ السد المنيع ضد هذه المؤامرات”.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.