المراقب العراقي/ أحمد محمد…
مجددا، وفي ذكرى مرور عقدين على إسقاط نظام الطاغية، عادت “رغد” ابنة المقبور، المقيمة في الأردن، في ظهور إعلامي جديد، مقدمة سلسلة من الأكاذيب للرأي العام، في محاولة منها لتلميع صورة والدها والنظام الدموي الذي كان يدير به حكومته لأكثر من ثلاثين عاما، زاعمة وجود دعم كبير من قبل أبناء الشعب العراقي لأي تحرك يعيد نظام الحكم البعثي الى الواجهة.
وتحدثت “ابنة” الرئيس المخلوع، عن قرب إعادة رفات والدها الى العراق وبحضور شعبي كبير حسب قولها، وهذا الامر ينافي العقل والمنطق سيما في ظل وجود ألم عميق داخل العراقيين على إثر الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق العراقيين.
وعلى جماجم أربعة ملايين ضحية، ذهبوا جراء الجرائم التي ارتكبها النظام البعثي الدموي، لازال العراقيون يستذكرون سنوات الدمار التي لحقت بهم على مدار ثلاثة عقود من الزمن.
وطغت الجرائم الوحشية من تعذيب وإخفاء وتهجير قسري ومقابر جماعية، فضلاً عن الحروب العبثية على ممارسات النظام البعثي، الذي غادره العراقيون من دون رجعة وسط أضغاث أحلام تصدر بين الحين والآخر لمقربين من الطاغية بأمل العودة الى العراق واستعادة السلطة.
وفي وقت سابق، وردا على تصريحات أدلت بها ابنة المقبور، قام متظاهرون برفع لافتات رافضة لمحاولات تدخلها في الشأن العراقي، معتبرين أنها “أسُّ الفتنة” وأتباع النظام الذي كان يقوده والدها.
وفشلت الحكومات المتعاقبة على مدار السنوات الماضية بملاحقة مروجي البعث في الخارج، ومحاسبة الدول التي تؤويهم، إذ لم يتم تحريك أي مذكرة قانونية بحقهم على الرغم من ترويجهم بشكل علني لعودة البعث.
بدوره، أكد المحلل السياسي قاسم السلطاني، أن “تصريحات ابنة المقبور ورئيس النظام البائد الأخيرة ماهي إلا “أضغاث أحلام” تمثل رؤية لجماعة من المفلسين هدفها إعادة الروح الى ما تبقى من فلول البعث، في وقت تحاول فيه أطراف داخلية وخارجية إعادته خلال المرحلة الحالية”.
وقال السلطاني، في تصريح لـ “المراقب العراقي” إن “حديث ابنة المقبور عن قرب استقبال رفات جثمان والدها وإعادة دفنه وفق مراسم كبيرة، هي محاولة لإيهام الجيل الجديد في العراق خصوصا الذي لم يعشِ الأيام الصعبة التي عاشها أبناء الشعب العراقي من الجوع والحرمان في حكم الطاغية، وهو أمر منافٍ للواقع تماما”.
وأضاف، أن “هناك ضعفا حكوميا بملف السياسة الخارجية العراقية في مسألة تعاملها مع نظام محظور قانونيا ودستوريا”، مشيرا الى أن “هذا العامل أدى الى تمادي الكثير من الشخصيات منها “رغد” ابنة المقبور” وهي تحاول تلميع صورة نظام مجرم طاغية تسبب بتدمير وتخريب العراق وشعبه”.
وأشار، الى أن “هذه المحاولات والتصريحات التي تظهر بها بين كل فترة وأخرى، هي جزء من مخطط خبيث قد تقوده ابنة المقبور، أو أن الهدف منه إيهام الرأي العام بأن النظام السابق كان عادلا وفاعلا لخدمة شعبه، وهذا الامر غير صحيح إطلاقا”.
وطالب السلطاني، بضرورة “قيام الجانب العراقي بفتح جميع القنوات الدبلوماسية، من أجل الرد على هذه التصريحات ووضع حد للتدخل في الشأن العراقي من قبل عائلة رئيس النظام البائد”.
وشدد مراقبون للمشهد السياسي على ضرورة تفعيل قرارات قانون تجريم البعث بحق “رغد” كونها تمجد للنظام البائد والطاغية الذي ارتكب جرائم مروعة بحق العراقيين.
المقال السابق
نائب: فروقات الحشد الشعبي “خط أحمر”
المقال التالي